الأحد، 7 أكتوبر 2012

مباراة ليبيا و الجزائر التي لم تقم الجزء الثالث

كواليس الاجتماع الفني الخاص بالمباراةوفى صباح يوم المباراة تم عقد الاجتماع الفني بحضور مسوؤلى اتحاد الكرة بالبلدين ومراقب المباراة وحكم المباراة الدولى التونسى ناجى الجوينى، وهنا حصلت المفاجأة حين أعلن رئيس اتحاد الكرة الليبى انذاك المرحوم عبد اللطيف بوكر عن تنازل المنتخب الليبى عن نتيجة المباراة لصالح المنتخب الجزائرى ولم يصدق وقتها رئيس الوفد الجزائرى هذا الخبر السار والمفاجئ بالنسبة له فأصر على ان يدخل فريقه ارض الملعب برفقة طاقم التحكيم ويتم أعطاء الوقت القانوني للانتظار ثم يعلن عن فوز فريقه بنتيجة المباراة بهدفين لصفر حسب ماتنص عليه اللوائح، لكن رئيس اتحاد الكرة الليبى رفض هذا الأمر بشدة خوفا من حدوث أحداث شغب وردة فعل عنيفة من الجمهور الرياضي وبالتالي سيدفع اتحاد الكرة ثمنها الباهض فتم الاتفاق على أن يتم أعداد رسالة رسمية من اتحاد الكرة الليبى ويرسل منها نسخة للفيفا تفيد بإعلان انسحاب المنتخب الليبى رسميا وتنازله عن المباراة لصالح الجزائر وهذا ماحصل بالفعل وفى الوقت الذى كان يدور فيه كل هذا الجدال والمشاورات المتعلقة بالمباراة كان لاعبو المنتخب الجزائرى صباح يوم المباراة يقومون بإجراء حصة تدريبية قصيرة لمعاينة وتفقد أرضية الملعب قبل ساعات قليلة من موعد بداية المباراة وقد حدثني نجم الكرة الجزائرية السابق رابح ماجر عن ذلك عندما التقيته فى شهر مارس عام 1990 حيث كنت بالجزائر لحضور بطولة أفريقيا للأمم وبعد مرور عام وشهرين عن هذه المباراة ، وقال لي انه لأول مرة يشعر بشىء من الرهبة وهو يواجه المنتخب الليبى على ملعبه وقال لقد كنت متخوفا بالفعل من هذه المباراة وقد كان الفريق الليبى بالفعل قادرا على الفوز فى تلك المباراة أمام جماهير حاشدة ووسط أجواء كبيرة عشتها عن قرب صباح يوم المباراة حتى أن لاعبي الفريق والمدرب كمال لموى تلقوا خبر انسحاب المنتخب الليبى بسعادة وفرح كبيرين وتنفسوا الصعداء بمجرد استقبالهم لخبر الانسحاب والفوز الثمين الذي جنبهم معاناة كبيرة ووفر عليهم الكثير من الجهد والأعباء والإعياء والحق يقال والكلام لرابح ماجر أننا رغم تفوقنا فى الكثير من المرات على المنتخب الليبى وإقصائنا له وتأهلنا على حسابه إلا إننا كنا نعمل ألف حساب لمباريات المنتخب الليبى التى كانت تتسم بالندية وكنا نتأهل ونتخطى عقبة المنتخب الليبى بصعوبة .
وكانت وقتها تشكيلة المنتخب الجزائرى تضم أسماء كبيرة يتقدمها النجم الكبير رابح ماجر وجمال مناد وشريف وزانى وموسى صايب ومغاريا ووجانى وجمال عمانى وهو الفريق الذي توج فيما بعد ببطولة أمم أفريقيا التى جرت عام 1990 بالجزائر فيما كان المنتخب الليبى وقتها أيضا يضم أسماء كروية لامعة أمثال قائد الفريق بوبكر بانى وحارس المرمى العملاق مصباح شنقب والنجم فوزى العيساوى والبشارى وسالم الجهانى وعزالدين بيزان وونيس خير.

كيف استقبلت الجماهير الرياضية قرار الانسحاب
ظلت الجماهير الرياضية الحاشدة على مدرجات الملعب فى حالة ترقب فى انتظار أن تدق الساعة السادسة مساء وهو موعد انطلاق المباراة وهى لم تكن تدرى بما كان يدور ويدبر بعيدا عنها خلف الكواليس إلى أن جاءها الخبر اليقين والمفجع فلم تقوى على احتمال هذه الصدمة فالرياضة وكرة القدم بالنسبة لها هي خبزها اليومي ومصدر فرحها وسعادتها ووسيلة للترويح والمتنفس الوحيد لكل هؤلاء الكادحين فخرجوا فى مسيرة سلمية ومظاهرة غضب كبيرة رافضين قرار الانسحاب وسط هتافات مدوية ضد نظام القذافى الذى كان فى أوج وذروة قبضته الأمنية وشراسته فجابههم بالرصاص الحي فسقط عشرات الشهداء وتحول الكثير من الأبرياء ممن جاؤوا للاستمتاع بأمسية كروية الى المعتقلات والسجون ودفعت هذه الجماهير العاشقة ثمن وفاتورة عشقها لكرة القدم وتعلقها وشغفها وغيرتها على منتخب بلادها وخيم الحزن على المشهد الرياضى فى تلك الفترة وتوقفت المشاركات الدولية من جديد لتصاب الرياضة وكرة القدم بانتكاسة جديدة .. رحم الله شهداء 20 يناير 1989 شهداء مباراة ليبيا والجزائر من شباب وأبناء العاصمة ورحم الله كل شهداءنا الأبرار الذين أناروا لنا طريق الحرية وجعلونا نكشف كل هذه الحقائق والانتهاكات التي كان يمارسها النظام المستبد في حق أبناءنا وشبابنا والتي لم يسلم منها المجال الرياضي والتي جعلت من مسيرة 42 عاما الماضية مسيرة بلا حصاد ولا انجازات بفضل هذه التدخلات والإهمال الذى طال المجال الرياضى وكرة القدم ومنتخباتها ونجومها.الذين كان يخشى أن يقاسمونه ويزاحمونه الشهرة والأضواء

مع كل التمنيات بمستقبل أكثر أشرافا لكرة القدم الليبية ومنتخبنا الذى سيتجدد الحوار بينه وبين شقيقه الجزائرى فى قمة حاسمة ودام التواصل بين نجوم الكرة فى البلدين الشقيقين فى كنف الروح الرياضية العالية والأداء النظيف والجميل

منقول عن مقالة للصحفي الليبي : زين العابدين بركان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد