الخميس، 11 أكتوبر 2012

كتاب ديفيد بريت :غريتا غاربو نجمة سماوية .. ترجمة عباس المفرجي


كتاب سيرة عن غريتا غاربو يسعى الى إلقاء ضوء جديد
على نجمة السينما التي آثرت دائما أن تبقى في الظل.المرة الأولى التي القت فيها غريتا غاربو عبارتها الأكثر شهرة، كانت في فيلم “ غراند هوتيل “ (1932): ((أريد أن أكون وحيدة… أنا فقط أريد ان أكون وحيدة.)) عبارة ضربت على الوتر الحسّاس، وكانت تتردد بتنوّع في عدد من أفلامها اللاحقة – في نينوتشكا “ (1939)، على سبيل المثال، يسألها واحد من المراسلين الصحفيين السوفييت، ((هل ترغبين أن تكوني وحيدة، رفيقة؟)).


لأنها كانت مفهومة في تعريف شخصيتها. لم يكن هذا يعني انها كانت منعزلة، بل لأنها – وهذا ليس مستغربا في ممثل – كانت خجولة. كانت تتمنى أت تُترَك وحيدة: من المعجبين، الصحفيين وكتّاب السيرة.


هذه الخصوصية الشديدة كانت تُعَدّ تحديا. أعدّت شبكة امازون قائمة باكثر من 500 كتاب عنها، الأخير منها كتبه ديفيد بريت، الذي انتج على نحو مسرف، وعلى مدى عقدين، اكثر من سيرة مثيرة عن شخصيات مثل دايانا دورس، باربارا سترايسند وتالولا بانكهيد.


((وُلِدتُ،)) قالت غاربو ذات مرة. ((كَبُرتُ. عشت حياتي مثل أي شخص آخر. هذا كل ما هناك عن قصة حياة أي شخص. أليس كذلك؟)) قد يكون لنا إعتراض طفيف على عبارة ((مثل أي شخص آخر))، لكن على أي حال قصتها معروفة جيدا. كانت ولدت بإسم غريتا غوستافسون، في عام 1905 في ستوكهولم، ونشأت في أسرة فقيرة، صبية خرقاء بقدمين كبيرتين. في سن الثالثة عشرة، تركت المدرسة ووجدت عملا كـ ’’ فتاة رغوة الصابون ‘‘ في محل حلاقة، ومن ثم في متجر سلع متنوعة، حيث اصبحت موديلا. فازت بمنحة دراسية الى الاكاديمية الملكية للمسرح الدرامي، الذي أرسلها في تجربة أداء امام موريتز ستيلر، مخرج أفلام سويدي، الذي ضمّها الى طاقم ممثلي فيلمه “ ملحمة غوستا بيرلنغ “. شاهد هذا الفيلم لويس بي ماير، فأُعجِب بها (((إنظر الى تلك الفتاة!)))، وعرض على غاربو وستيلر عقدا لمدة خمس سنوات في هوليوود.


بين عامي 1926 و 1941 مثلت 24 فيلما، كلها لحساب شركة أم جي أم. في العشرينات، في افلام “ تورينت “، “ المغوية “، “ الجسد والشيطان “ و “ القبلة “، مثلت شخصية مغوية الرجال، مع تركيبة لاتُقاوَم من الحسّية والنقاء، وكانت تمثل بشكل رئيسي بوجهها الجميل وعينيها المذهلتين. القلق من اللهجة التي تشوب نطقها في الانكليزية قاد الاستوديو الى تأخير إنتقالها الى الفيلم الناطق، لكن من أول سطر لها في “ آنا كريستي “ (1930، عن مسرحية ليوجين اونيل) – ((إعطني فيسكي، وجنجر ايل على جنب. ولا تكن بخيلا، بيبي!)) – صاعد صوتها الأدخن من اغرائها، وغدت واحدة من القلة، بين نجوم السينما الصامتة، الذين أحرزوا إنتصارا في افلام ’’ التوكي ‘‘ [ الناطقة ]، في اداءات عظيمة مثل “ الملكة كريستينا “ (1933)، “ آنا كارنينا “ (1935) و” كاميل “ (1936). وصفت بيتي ديفيز تمثيلها بـ ’’ السحر الخالص‘‘.


هجرت هوليوود عام 1941. في 1969، كان هناك حديث عن دور لها في “ ملكة نابولي “ في إقتباس لفيسكونتي عن بروست، لكنها لم تمثل ثانية أبدا. في فترة إعتزالها الطويلة (توفيت عام 1990،عن 84 سنة)، أصبحت مواطنة امريكية، وعاشت في مانهاتن، تجمع الفن (رينوار، كاندينسكي، بونار)، وسافرت كثيرا، وذهبت في مسيرات طويلة في نظارت شمسية وبروغات [ أحذية خفيضة متينة ] وبناطيل (((عندي ولع عظيم بالبناطيل)))، ومحافظة على خصوصيتها.


مع هذا، كان لها قصة حب شهيرة مع شريكها المتكرر في التمثيل النجم جون غيلبرت، وإرتبط إسمها بأسماء ليوبولد ستوكاوسكي، اريك ريمارك، سيسل بيتون وجورج شْلي، وكذلك ليليان تاشمان، لويز بروكس ومرسيدس دي اكوستا.


ثمة القليل من جديد يقال عن حياة غاربو، وأفضل ما نتوقعه في إعادة رواية حياتها هو التبصّر، الذكاء والحكاية الجميلة، التي لا واحدة منها مقدمة في كتاب “ نجمة سماوية “. يقول التعريف بالكتاب، انه يقدّم أدلة جديدة حول حلقتين غامضتين في حياة غاربو. الأولى هي ’’ إختفاءها ‘‘ ثمانية شهور في 1926- 27، التي من المحتمل انها كانت فيها حاملا من شريكها في النجومية جون غيلبرت، لكن بريت يختتم هذه الحلقة قائلا، ((نحن لسنا قريبين من حل الغموض)). الحلقة الأخرى هي أعوامها أثناء الحرب، التي يدّعي فيها انها عملت مع المخرج الكسندر كوردا لحساب الأم آي *** [ المخابرات البريطانية ]. ويبدو أنه خلط بينها وبين العميل المزدوج خوان بوخول غارسيا، الذي كان اسمه الحركي ’’ غاربو ‘‘.


ارتكب بيرت اخطاءً عديدة. على سبيل المثال، حول زيارة غاربو الى نيويورك عام 1925، يكتب إنها إلتقت همفري بوغارت، واحد من ((أكبر النجوم في ذلك الوقت))، ويضع اسمه في فيلم “ الغابة المتحجرة “ عام 1936. انه يعتقد أن الاكاديمي فرانسيز معهد دراما. وهلم جرّا. هو أيضا يكتب بطريقة رديئة لا تصدق، فيسيء إستعمال كلمات مثل ’’ مقايضة ‘‘ و’’باق ‘‘، ولا يمكنه تهجئة كلمة ’’ غطرسة ‘‘.


بينما يتيح لنفسه مطلق الحرية بالاستعارة من اعمالهم، كان هجوميا على العديد ممن يعرفون أكثر منه عن موضوعه – منهم بشكل بارز ((الخنفساء سريع الغضب)) سيسل بيتون ((الذي درس الدراما في هارو وكامبردج)). ويزعم انه في باريس في الثمانينات، طلبت غاربو لقاءه في الشارع خارج المسرح، حيث تحدثا لمدة عشر دقائق: ((قبلتها على كلي خديها، وذلك كان الأمر.)) ليس هناك ما يثبت هذا غيره، لكن ثمة قليل من الشك بأن الفيس بريسلي كان شاهدا على هذا اللقاء!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد