الأحد، 21 أكتوبر 2012

وطنك أيها الليبي ليس ككل الأوطان - بقلم سامي الجوادي



وطنك أيها الليبي ليس ككل الأوطان

وطنك وطن التجار: تجار وطنية، وتجار خطابات. والغريب أنّ جميع تجار وطنك من حملة الجنسيات الأجنبيه

وطنك عزة ونخوة وشموخ وإباء وتعاضد وتكاتف .. وكل ما حفلت به كتب التربية القومية الاشتراكية من تعابير فضفاضة، وليس وطن علمٍ وأدبب وفنّ.
وطنك أشعار وشعارات، وليس وطن عمل مثمر!
وطن الوحدة، التي باسمها أنت تكره جميع بني البشر.
وطن الحرية، التي باسمها أصبح كل ما فيك سجيناً: عقلك وإرادتك وضميرك.
وطنك هو المكان الذي انقلبت فيه المفاهيم: فأعلى الناس فيه منزلة، هم أكثر من يكرهه، ويسعى لخرابه.
وطنك كرامة الدين وكرامة الحاكم، وكرامتك مسحوقة بأقدام الاثنين.
وطنك جزمة عسكرية، لا تدوس إلا رقبتك.
وطنك بندقية، لا تُوجه رصاصتها إلا لصدرك.
وطنك لا فرق فيه بين القيادة والقوادة .
وطنك طرق محفورة، وأكوام زبالة متجمعة في زوايا الطرقات.
وطنك مواصلات غير كافية، وغير مريحة، وغير معقولة.
وطنك مصاب بحمى الأسعار... وطنك لا مياه فيه، وطنك اكتسحته كتل الاسمنت التي لا شكل لها، لكنه وطن حنون لازال يستقبل اللاجئين من الدول الشقيقة وغير الشقيقة.
وطنك أيها الليبي البائس، باختصار شديد ليس لك!
ولم يبق في لدي من عبارات التعزية إلا هذه:
صحيح أن وطنك دولة معزولة ، لكنه هو نفسه الذي خرج منه شيشنق العظيم ,وسبتيموس سيفيروس والقديس مارقوس ,ومحمد بن علي السنوسي .وعمر المختار ,وادريس السنوسي وباشير السعدوي وليبيا التي كانت أول مملكه دستوريه في العالم الاسلامي
فهل يعني هذا لك شيئا؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد