الخميس، 11 أكتوبر 2012

ذكرياتي مع ثوار التسعينيات - عادل المشيطي

مقدمة

البعض يتهم الشعب الليبي بأنه كان يحب الطاغية معمر القذافي و أننا جميعا كنا نناد له و نؤيد مبادءه و أفكاره و لكن ما ستقرؤونه الآن من كلمات ستثبت لكم خطأ هذه المقولة حيث كان الشعب الليبي يناضل طيلة أربعة عقود للتخلص من هذا النظام الجائر المستبد ابتداءا بمحاولة الإنقلاب على هذا النظام في شهر ديسمبر من سنة 1969 أي بعد ثلاثة اشهر من انقلاب القذافي على الملك إدريس السنوسي و بعدها كثرت المحاولات إلى أن كتب الله لنا الخلاص من هذا الدكتاتور ابتداء من شهر فبراير سنة 2011  و ما ستقرؤونه هو قصة و جزء صغير من محاولات الشعب الليبي للتخلص من القذافي و خصوصا في المنطقة الشرقية التي تركز فيها هذا الحراك السياسي و العسكري ضد طاغية ليبيا لن أطيل عليكم الكلام و سننتقل لما قاله الدكتور و المنشد الليبي الرائع : عادل المشيطي عبر صفحات جريدة قورينا الجديدة  المؤرخة بتاريخ 9 أكتوبر 2012 الموافق 22 ذي القعدة 1433 هجري.

هذه المقدمة فوق هي بقلمي و ليست من ضمن اللقاء

 
 


ذكرياتي مع ثوار التسعينيات - عادل المشيطي


عام 1995 كنت ومجموعة من شباب بنغازي اغلبهم من السلماني الفربي وشارع عشرين والماجوري نتدارس في كيفية الاطاحة بنظام الطاغية وكانت اعمارنا تتراوح بين 18 الى 23 عاما وكان معظمنا طلبة جامعات وكان من بين هؤلاء الشباب البطل الشهيد محمد الحامي وشقيقه عمر الحامي والبطل ميلود البرغثي والشهيد علي فتيلة وخالد التونسي وحسين ورمضان الدرباش وحسام الشكري وامراجع الدرسي من المرج وابناء السيد عبد الوهاب بوجناح الثلاثة وابناء الزليتني وخالد حسين وحمزة بوشرتيلة من درنة ومحمد الجروشي من مصراتة وخالد الفاخري وابناء هاميل وابناء الشيخ الترهوني والشيخ محمد الغرابي وجمال بوشعالة وغيرهم وبادر جهاز الامن الداخلي بالمواجهة والقبض على الشباب بشكل مكثف في انصاص الليالي فخرج الشباب من بيوتهم واضطروا للدفاع عن انفسهم ودخلوا في مواجهات مبكرة مع نظام الطاغية فتفرقنا بين شهيد وسجين ومهجر .. اما انا فكلفت بتقديم الخدمات الطبية للمصابين بقدر الامكان وفعلت فعالجت الشاب معمر بوجناح وكان وقتها لا يتجاوز 19 من عمره حيث اصيب في مطاردة في شارع مصراتة وبرفقته شقيقه عنتر بوجناح الذي استشهد في حينه اثر اصابته برصاصات الامن الداخلي وبرفقتهم المهندس الاسد حسام الشكري اسال الله ان يتقبلهم جميعا .. حضر الي بيتي البطل محمد الحامي وبرفقته امراجع الدرسي وذهبت الى معمر بوجناح في منطقة بوعطني في بيت في طور البناء اظنه لعمر الزليتني وكان بوجناح مصابا في فخذه برصاص حارق خارق فوق ركبه فداويته بما الهمني الله ثم انشدت له قصيدة ..ينام اخي على زندي.. اظلله باهدابي.. وفي قلبي فرشت له.. فهل يدري اخي مابي .. بحثت بوجهه الدامي.. لازرع قبلة فيه .. فاخبرني والمني .. بتمثيل وتشويه ……فكنت اداويه وانشد وابكي وهو يبكي على اخيه الذي مات بجانبه شهيدا احسبه .. شفي بوجناح وقاتل الامن الداخلي حتى قتل في احداث الرجمة برصاصات الدوريات الامنية المشكلة مما كان يسمى باللجنة المشتركة والتي تضم الامن الداخلي واللجان الثورية والحرس الثوري واعضاء من الشرطة والصاعقة ..اما رمضان الدرباش فكان اخوه حسين تقبله الله صديقي وزميل الثانوية وكان شابا في منتهى الطيبة والخلق وقد اصيب رمضان رحمه الله في وجهه ورقبته برصاصة 6 مل جاءني محمد الحامي مع اذان الفجر واخبرني باصابته فذهبت من فوري وداويت جرحه في منطقة الهواري.. ثم اصيب الاسد الدرناوي الهزبر حمزة الناجي بوشرتيلة في رجليه الاثنين بعدة اطلاقات منها ما استقر في ساقيه واعاق حركته فذهبت حسب التنسيق مع صديقنا منصور تيكا الى منطقة بوزغيبة حيث التقيت هناك بصديقي جمال بوشعالة والذي صعد معي السيارة تويوتا كارولا فضية اللون وذهبنا الى بيت صديقنا ابوبكر هابيل بيت الشهداء ودخلت مربوعتهم في الدور الارضي حيث كان يتالم الاسد حمزة بوشرتيلة قلت له تعبت يا طارق حيث كان اسمه الحركي فقال لي درب الجهاد يا اخي بفضل الله .. داويت جراح الاسد واجريت له عملية استخراج للرصاصة التي كانت تعيق حركته وبعد حوالي 3 ايام يوم 11 ابريل 1996 وكانت ليلة الجمعة حاصر بيتي في شارع عشرين عشرات السيارات ودخل الى البيت عدد من الجنود المدججين بالسلاح ووضعوا السلاح في وجه امي واستخرجوني من غرفتي التي كنت اسهر فيها لادارس كتبي التي اخذت من غرفتي واقتادوني حالولي الساعة الثانية صباحا الى موقع جهاز الامن الداخلي جنب محكمة شمال بنغازي وعذبوني ونمت 9 ايام على السلم الدروج من الوجوه التي شاهدتها اثناء القبض شخص يدعى حمد الورفلي واسم شهرته حمد بوماطة وشخص اخر يدعى مماش وحقق معي زياد الزوي وسالم الشيخي ومفتاح بعيو وعبد العزيز الخشمي وعبد الله عبد الرحيم ومفتاح بوكر وكان وقتها رئيس جهاز الرعب الداخلي ثم نقلت الى طرابلس مع عدد كبير من السجناء من بنغازي والمنطقة الشرقية كان منهم اسامة الحامي شقيق محمد الحامي وكان منهم فرج ويوسف الفيتوري اخوة علي فتيلة وكان من بيتهم احمد الكيلاني وكان مصابا ومبتور الاصابع وكمال الفارسي وناصر الشركسي ومرعي الشيخي وعدد كبير من الشباب واستمرت رحلة العذاب في سجون طرابلس بين عين زارة وبوسليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد