الجزيرة / محمد الأصفر
بدأ اتحاد الناشرين الليبيين، الذي تأسس بعد ثورة فبراير ترتيب أوراقه واستئناف نشاطه محليا، من خلال تنظيمه المعرض الأول للكتاب المحلي داخل أروقة معرض طرابلس الدولي، وشهد المعرض حضور كتب كانت ممنوعة ومواضيع كانت محظورة، أقبل عليها زوار المعرض.
المعرض الذي انتظم تحت شعار "الكتاب في وطن يتنفس الحرية" شهد حضورا مكثفا من عشاق الكتاب، وافتتحه وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبي عبد الرحمن هابيل ورئيس اتحاد الناشرين الليبيين علي عوين، كما حظي بزيارات من بعض الكوادر والزعماء السياسيين الليبيين باعتباره جاء متزامنا مع أول انتخابات ليبية ديمقراطية في عهد ثورة فبراير.
احتفاء بالكتاب
وبلغ عدد دور النشر المشاركة 45 دارا محلية عرضت إصداراتها القديمة والجديدة. واستأثرت الكتب الصادرة مؤخرا بالاهتمام الأكبر، ويتناول معظمها ثورة 17 فبراير وتاريخ ليبيا الذي كان مطموسا في عهد الديكتاتورية.
وبلغ عدد دور النشر المشاركة 45 دارا محلية عرضت إصداراتها القديمة والجديدة. واستأثرت الكتب الصادرة مؤخرا بالاهتمام الأكبر، ويتناول معظمها ثورة 17 فبراير وتاريخ ليبيا الذي كان مطموسا في عهد الديكتاتورية.
ويقول الناشر وعضو مجلس إدارة الاتحاد ياسر حمودة إن هذا المعرض جاء بالأساس ليحتفي بالكتاب الذي كان أيضا في معتقل الرقابة والتضييق والآن يتم عرضه للقراء بحرية ودون أي مضايقات، مشيرا إلى أن المعرض نظم بإمكانيات بسيطة ليكون الكتاب حاضرا بقوة في مسيرة الثورة ومستقبل ليبيا.
وعلى رفوف دور نشر قدمت من معظم المدن الليبية برزت الكتب التي كانت ممنوعة في العهد السابق ويتداول معظمها سرا، وتجلب الويلات لقارئها وحاملها وناشرها، من بينها كتب عن الحركة السنوسية وملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي، كما تعرض الكتب الدينية والكتب المدرسية وكتب الثقافة العامة واللغات والفلسفة والقليل من الكتب الأدبية.
ويؤم المعرض يوميا جمهور كبير يقتنون ما يحتاجون من كتب وتأتي في صدارة المبيعات المصحف الشريف والكتب الدينية، وذلك لقرب حلول شهر رمضان، بالإضافة للكتب الجامعية.ويقول حمودة إن اتحاد الناشرين يسعى لأن تنظم وزارة الثقافة معرضا دوليا سنويا للكتاب في مواقيت ثابتة وتدعمه بصورة جيدة كما يحدث في معارض الكتاب بالعالم، على أن يشارك الناشرون الليبيون في تنظيم هذا المعرض والإعداد له، ولا يسند إلى موظفين.
مرحلة جديدةويؤكد رئيس اتحاد الناشرين علي عوين أن الاتحاد أسس من أجل الكتاب وليس الأشخاص، ويجب أن تتم العناية به بشكل أكبر في ليبيا الجديدة، خاصة أن النشر صار صناعة كبرى وموردا ماليا كبيرا يدعم اقتصاد معظم الدول التي تنظم معارض كتاب دولية كبرى.
ويضيف أن الاتحاد سيعمل على تشجيع نشر الكتاب الليبي وتوزيعه في كل دول العالم والمساهمة في ترجمته أيضا وجلب الإصدارات المهمة إلى المكتبات الليبية المساهمة في برنامج حفظ الحقوق الفكرية، مشيرا إلى أن تنظيم المعرض هدفه الأساسي إعادة الاعتبار للكتاب الليبي، ولمشاركة الشعب فرحته بالانتخابات والحرية.
أما الناشر هشام الفرجاني صاحب "دار الفرجاني" للنشر والتي لها فروع في مصر وبريطانيا، فنبه في حديثه للجزيرة نت إلى مشكلة القرصنة على الكتب مؤكدا أهمية التعاون بين اتحاد الناشرين الليبيين والمؤسسات القانونية لحفظ الكتب من السرقة والتزوير، واعتبار الأمر قضية يعاقب عليها القانون.
ويشير الناشر المعروف إلى ضرورة أن تلتزم كل المكتبات المنضوية في عضوية الاتحاد بالامتناع عن توزيع أو شراء أي كتاب مزور أو به شبهة تحايل لأن الأمر سيكون مشاركة في السرقة، والعمل على إقامة ندوات ومحاضرات لتوعية القارئ في مجال حفظ حقوق الملكية الفكرية والدفع بها إلى الأمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد