الاثنين، 22 أكتوبر 2012

رجال غامروا بأرواحهم لتحيا ليبيا حرة..الجرافة التي تحولت إلى أيقونة..

*أجرى اللقاء ناجح الزناد *تصوير / ناصر أبوراوي
من جرافة لصيد الأسماك إلى مغامرات بطولية اثناء حرب التحرير يقودها رجال لايهابون الموت قدموا أرواحهم فداءً للوطن لتحريره من براثن الطاغية وأزلامه وبإيمانهم وثباتهم حققوا آمال الأمة الليبية .
«الحارس» ليست قطعة أو فرقاطة بحرية عسكرية بل هي إحدى جرافات الأسماك التي شاركت في حرب التحرير بقيامها بمهام صعبة جداً انطلاقاً من المنطقة الشرفية بنغازي كالمراقبة ونقل الأسلحة والذخيرة ونقل الثوار والأدوية واللوازم الطبية والاغاثة الإنسانية ونقل النازحين والصحفيين إلى مصراتة وطرابلس وجنزور والزاوية .
كان وراء ذلك ثوار أشاوس من بينهم الكابتن عبدالله على الهمالي الذي قام بتنفيذ أكثر من عشر عمليات بطولية مع رفاقه افراد الطاقم بالرغم من المخاطر التي واجهتهم في كل مهمة إلا أنهم لم يتراجعوا وبعد كل عملية نجاح يزداد إصرارهم بالقيام بمهام أخرى ومن المهام التي اسندت إليه والتي تجاوز عشر عمليات سبعة منها على متن جرافة الحارس ، ومن وإجبنا كصحفيين أن نبرز الثوار الحقيقيين الأبطال ولذا التقيت بالكابتن عبدالله علي الهمالي على متن جرافة الحارس أثناء رسوها في ميناء طرابلس بعد رحلة صيد هذه المرة،ليروي لنا قصته مع الثورة الذي بدأ حديثه ترحماً على الشهداء الأبرار متمنياً الشفاء العاجل للجرحى وعودة المفقودين إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين .
والكابتن متحصل على درجة الماجستير من روسيا سنة 1986 .وضابط سابق عمليات بحرية مستقل منذ سنوات بعد ذلك التحق بإحدى الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال البحر بمدينة سرت
● رحلة صعبة
مع بداية الأحداث وإنطلاق شرارة ثورة 17 فبراير في المنطقة الشرقية قررت العودة إلى بنغازي وفي الطريق براً حدثت معنا قصة سيئة جداً فقد عاملتنا كتائب الطاغية وما يسمى بالحرس الثوري معاملة دنيئة لاتمت للإنسانية بصلة وكل ذلك بحكم إقامتي في بنغازي فقد ذقت كل أصناف الإهانات، نهبوا كل شيء بحوزتي من جهاز حاسوب و نقال و أموال مع التهديدات بالقتل أكثر من مرة.
وصلت إلى بنغازي ونفسيتي سيئة جداً وبخبرتي كبحار لأكثر من ربع قرن التحقت بسرية الصيادين الثوار التي كونتها مجموعة من الصيادين لحماية بنغازي والمنطقة الشرقية
● أولى العمليات التي قمت بها
أسندت لي أول مهمة على إحدى الجرافات وهي التي تحمل اسم أحفاد عمر المختار والعملية الثالثة التي تقوم بها سرية الصيادين وبصفتى كابتن للجرافة.
والمهمة متمثلة في نقل العتاد من سلاح وذخيرة إلى مدينة مصراتة والعودة إلى بنغازي بعشرات النازحين نجحت المهمة على أكمل وجه .
بعد ذلك .. بحثت على جرافة فوجدت جرافة الحارس في انتظاري ،بحثت عن مالكها فاتضح أنه يقيم في طرابلس فتحصلت على رقم هاتفه واتصلت به وهذا في شهر مارس 2011 اتصلت به من بنغازي وتحدثت معه وعرّفته بنفسي وبأننى أريد أن أستعير منه الجرافه لصيد الأسماك ففهم ما أهدف إليه فرد قائلاً توكلوا على الله ،فتوكلنا على الله قمت أنا وأفراد الطاقم بتنفيذ سبعمهام بطولية اثناء فترة التحرير على متن جرافة الحارس كما كنا نغير اسم الجرافة لاكثر من مرة خوفاً على سلامة مالكها السيد محمد الميلادي .
● دعم ثوار مصراتة للتصدي ودحر كتائب الطاغية
قد تمت محاصرة مدينة مصراتة من ثلاث جهات والمنفذ الوحيد المتبقي للمدينة جهة البحر وما عاشته مصراتة من ظروف صعبة لا يتخيلها عقل، فقامت عدد من الجرافات آتية من الشرق من حين لاخر في تخفيف العبء على المدينة وثوارها الاشاوس فكنا ندخل ميناء مصراتة في ساعات متاخرة من الليل، خشية القصف العشوائى الكثيف الذي تقوم به كتائب الطاغية على الميناء وخاصة عندما يعلمون بأن هناك جرافات قادمة للميناء .. وفي إحدى العمليات وبدخولنا إلى ميناء مصراتة سقط صاروخ جراد على بعد نصف متر عن الجرافة مما تسبب في تحطم زجاج غرفة القيادة وإصابة أحد أفراد الطاقم بجروح وكان ذلك في شهر مايو 2011 وبمجرد إنزال السلاح والذخيرة والأدوية نقوم على الفور بنقل النازحين من العائلات« أمهات، رجال، أطفال، أنهكهم التعب ، فقام طاقم الجرافة بدور إنساني لامثيل له من نقل النازحين وتغيير حفاظات الأطفال وتجهيز وجبات للرضع وإسعاف من أغمى عليهم من شدة التعب ودوار البحر حيث يتجاوز في كل رحلة نقل العشرات من النازحين وتستمر الرحلة من بنغازي إلى مصراتة 32 ساعة وإلى طرابلس ثلاثة أيام وقد واجهنا أثناء القيام بالمهمة أو العودة بعد تنفيذها عوائق وكل الاحتمالات واردة
من بينها الأعطال الفنية وارتفاع درجة حرارة المحرك التي تسببت في توقف الجرافة أكثر من مرة وخاصة وهي محملة بالذخيرة نقوم بصيانتها ونغامر بأنفسنا من أجل تحرير ليبيا وسبب الأعطال أحياناً يكون ناتجاً عن عدم توفر قطع الغيار، كما أسندت إلينا مهام أخرى بمجرد عودتنا إلى بنغازي حيث أجد جرافة جاهزة للابحار .
ننتظر لتسند إليّ مهمة أخرى ككابتن وكان ذلك مع بداية الأحداث حيث كان هناك نقص في البحارة ونخوض مثل هذه المغامرات وميناء بنغازي يشهد على ذلك
● عملية فجر طرابلس 3 يوليو 2011
قد تم تكليفي للقيام بهذه المهمه الصعبة «عملية فجر طرابلس» من قبل السيد أشرف بن اسماعيل رئيس لجنة الجرحى الآن وتحدث معي شخصياً بأن أقوم بهذه المهمة والتي أعتبرها من أصعب العمليات وأننا قد نعود منها سالمين أو لا نعود، كانت إجابتي له نحن واثقون من أنفسناو إن نشاء الله سنقوم بتنفيذ العملية ، وقد تم تسجيل المقابلة من قبل السيد أشرف إسماعيل ونقلها إلى السيد المستشار مصطفى عبد الجليل الذي بدوره طلب منه تسجيل أسمائنا ومنذ ذاك اليوم إلى يومنا هذا لم يتذكرنا السيد أشرف بن اسماعيل ولا السيد المستشار ولو بكلمة شكر
والجزء الصعب في كل عملية من يقوم بتنفيذها فهي مغامرة بحياتنا قمنا بتنفيذ عملية فجر طرابلس وكانت من أفضل العمليات واستغرقت أسبوع ذهاباً وإياباً قمنا خلالها بنقل أسلحة كلاشنكوف وأف إن وآربي جي وأغراض عامة وذخائرها وزوارق لنقل العتاد وعلى بُعد أميال من شاطئ طرابلس تجاه منطقة سوق الجمعة كان الموعد مع الثوار من خلال الإتصال عن طريق هاتف الثريا قدموا لنا مجموعة من ثوار سوق الجمعة واتجهنا إثر ذلك إلى قبالة جنزور قمنا بهذه المهمة في ساعات متأخره من الليل وتم إنزال الزوارق التي جلبناها معنا من بنغازي وهي ذات محركات وتم إنزال الأسلحة والذخيرة واستمرت العملية أربع ساعات تقريباً.
استلم الثوار العتاد والذخيرة وكانت لهم عونا ودعماً للقيام بواجبهم الوطني وما رفع من معنوياتهم مما ساهم ذلك في تحرير طرابلس وفرار الطاغية وأزلامه .
عملية جرجيس كيف تحولت إلى عملية الزاوية 9/6/2011 الشخص المكلف باستلام العتاد طلب منا التسليم في جرجيس وصلنا على بعد ساحل جرجيس بعشرة أميال فقامت جرافة تونسية بالإبلاغ عن للسلطات التونسية .
السلطات التونسية قامت بالتحدث معنا عن طريق الراديو فابلغناهم بأننا نحمل سلاحاً ومساعدات لذهيبة وبما أن الجرفه تحمل سلاحاً وذخيرة ممنوع دخولها وقد يتم القبض علينا وعندما غربت الشمس عدنا إلى عرض البحر فتم الإبلاغ عنا مرة أخرى للسلطات التونسية فاتصلوا بي لماذا تراجعتوا أعلمته بأن هناك جرافة ليبية أخرى محملة بمواد إغاثة قد تعطلت أعود لجلبها وبهذه الطريقة عدنا أدراجنا إلى مصراته وتم التنسيق مره أخرى وذهبنا تجاه المطرد ونجحت عملية الزاوية وبعد التحرير وفي نفس التاريخ الذي نفذت فيه عملية الزاوية تم تكريمنا من قبل أهالي الزاوية في احتفال كبير واستقبلونا كأبطال وقدمت لنا الشهائد والدروع كما تم تكريمنا في مصراتة ، وفي إحدى العمليات قبل دخولنا ميناء مصراتة قام أحد الأزلام المندسين في بنغازي بابلاغ ثوار مصراته بطريقة مخادعة عن وجود جرافة تحمل كتائب الطاغية لاقتحام والسيطرة على ميناء مصراتة قبل دخولنا إلى ميناء مصراتة تم إطلاق طلقات تحذيرية علينا مما تسبب من منعنا من الدخول وبعد التحدث إليهم من هاتف الثريا أوضحت لهم بأننا ثوار و قدم عدد من ثوار مصراتة إلى الجرافة للتأكيد اتضح لهم فيما بعد إن المعلومة التي وصلتهم كاذبة وهدفها النيل من الجرافة ، فجرافات صيد الأسماك أثناء حرب التحرير شكلت هاجساً وخوفاً ورعباً في نفوس الطاغية وفلوله فشتت أذهانهم وقلبت موازينهم حيث شاركت الجرافات أثناء فترة الأحداث في أكثر من 200 عملية إلى يوم تحرير طرابلس وقد استشهد من ثوار البحر العشرات وجرح آخرون ومنهم يروي لنا قصة المهام البطولية التي قام بها ورفاقه في القضاء على الطاغية وازلامه
وفي ختام لقائنا هذا بالكابتن عبدالله الهمالي بحارمن ثوار البحر الاشاوس عندما نادت ليبيا لبينا النداء لأنه واجب وطني ومن أجل أن يرى أبناء هذا الوطن ليبيا جديدة مزدهرة يعم فيها الخير على كل الليبيين بعد التحرير عاد إلى مهمة الصيد على متن جرافة الحارس مقيم في طرابلس بالإيجار كما كان يقيم في بنغازي بالإيجار ولم تقدم لهم الحكومة ولو كلمة شكر تكون لفتةكريمة منها لهؤلاء الثوار الأشاوس.. هل واجب الدولة تجاههم هو تجاهلهم لهم ....؟!
● إحدى هذه العمليات.
عملية الزاوية والتي سنسرد تفاصيلها من خلال توجهنا إلى مدينة الصمود الزاوية ولقائنا بعدد من الثوار الذين ساهموا بفاعلية في الثورة المباركة ثورة 17 فبراير.
وفي عملية الزاويةحيث كان معظم الثوار مطلوبين بعد انتفاضة الميدان في الزاوية يوم 20/2/2011م.
- الثائر صلاح حماد من سكان مدينة الزاوية ضابط شرطة برتبة رائد قائد العملية ونقطة الاتصال لاستلام الأسلحة حدثنا عن دورة في عملية الزاوية.
بأنه مع اشتعال فتيل الثورة في المنطقة الشرقية بنغازي تنادى أبناء ليبيا الأحرار من كل صوب لمساندة اشقائهم في بنغازي انتفضت الزاوية وكان للشباب الثائر الدور الفعال في أحداث الميدان.
وبعد سقوط مدينة الزاوية في قبضة كتائب الطاغية أصبحت هناك قضية أمنية شديدة في المدينة وبحكم إنني من سكان المطرد كانت بها القبضة الأمنية أخف قليلا بعد أحداث الميدان التي تم فيها القبض على العديد من أبناء الزاوية توجه الشباب الثائر إلى تونس وإلى جبل نفوسة وذلك لأنهم ملاحقين من قبل الكتائب.
من بينهم أبن عمى عبدالله حماد الذي قام بدعم الثوار بحكم أنه رجل أعمال توجه إلى تونس وكان له الدور البارز وحلقة الوصل بين بنغازي وبيننا وخاصة في عملية الزاوية.
وكانت وسيلة الاتصال معه في البداية صعبة جداً إلا ان أحد أفراد الشرطة واسمه عاطف الصلفاي رائد وبحكم عمله في رأس جدير كان يقوم بجلب لنا من حين لآخر شفرات النقالات التي يتم حجزها من الأجانب فساهم ذلك في تفويت الفرصة على كل من كان يراقب الاتصالات وحال دون معرفة هويتنا.
وبعد ذلك تحصلت على جهاز الثريا من قبل الرائد عصام أبوزريبة الذي نسق في هذا الموضوع مع عبدالله حماد المتواجد في تونس والذي قامت بإدخالة إحدى حرائر ليبيا عن طريق تونس وهي امرأة مسنة والدة رجل الشرطة هشام الجيلاني الأطرش كما تحصلنا على الجهاز الثاني والثالث.
بعد أحداث ميدان كانت هناك عمليات نوعية ولكنها محدودة تستهدف كتائب الطاغية والحرس الشعبي والمتطوعين من حين لآخر.
أبلغني السيد عبدالله حماد بإن هناك شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من بنغازي على متن إحدى الجرافات، فقمت باتصالاتي الشخصية مع من أثق فيهم في ذلك الوقت لا نملك شي والعملية تحتاج أولا إلى السرية التامة مع توفير بعض الأجهزة والمعدات وقوارب وأجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية جى بى أس وكان ايجاد مثل هذه الأشياء في فترة الأحداث كأنك تطلب المستحيل، إلى جانب ذلك والشيء المهم هو ايجاد بحار نثق به ولديه معرفة جيدة بالبحر. وكيفية تأمين شحنة الأسلحة عند نقلها من الجرافة إلى الشاطئ بطريقة ما اتصلت بالبحار سمير جبران الذي اختفى عن الانظار بعد انتفاضة الميدان الذي قام ودعم الثوار بالجيلتينة بحكم خبرته كما قام بتوفير الميش والكبسولات هو الآخر كان من ضمن المطلوبين وقدم من طرابلس إلى المطرد ببطاقة هوية أخرى .
التقيت معه في المطرد وأعلمته بتفاصيل العملية واستغرقنا للإعداد والتجهيز للقيام بالعملية من عشرة إلى خمسة عشرة يوماً.
كما أمن البحار سمير جبران قارب من النادي البحرى وكانت.
هذه قصة أخرى فسهم مدير النادي البحرى الذي اختفى في أحدى المزارع لأنه مطلوب والذي قدم لنا خريطة كيفية الحصول على قارب من النادي البحرى .
العملية تتطلب ثلاثة قوارب إلى جانب ثلاثة قوارب أخرى تم جلبها على متن جرافة الحارس.. بعد توفير ما نحتاجه للقيام بالعملية توكلنا على الله وكان برفقتى ناجي التريكي وسمير المعداني وكانت الاتصالات مستمرة مع عبدالله حماد من تونس الذي اعطانا اشارة بدء العملية.
● قمنا بالعملية مرتين
المرة الأولى دخلنا إلى البحر وحددنا ثلاث نقاط النقطة الأولى على بعد 15 ك م والثانية على بعد 20 ك م والثالثة على بعد 25 ك عن الساحل.
وكان دخولنا في المرة الأولى عن طريق قارب خشبي (فلوكه) وكنا أربعة أشخاص .. توقعنا بأن الحمولة بسيطة.
هذا وعندما نبتعد عن الشاطئ نقوم باعطاء احداثياتنا إلى المندوب عبدالله حماد في تونس، وبعد اعطاء الإحداثيات بعشرة دقائق يحلق الناتو من فوق للتأكيد من معلوماتنا هل هي صحيحة وكانت الشحنة في المرة الأولى على متن الجرافة شحات اتصل بنا البحار الكابتن مصطفى الفارسي واعلمنا بأن الجرافة قد تستغرق خمسة ساعات لتصل إلى نقطة الاستلام كما اعلمنا بأنهم عندما يصلوا إلينا يجب قضاء الليلة على متن الجرافة نتيجة سوء الأحوال الجوية ومن الصعب إنزال الحمولة في القوارب.
وهذا شي لانستطيع أن نقوم به لأننا عند خروجنا تم تسجيل القارب وبأنها رحلة صيد لا تستغرق ساعات وتأخيرنا قد يفضح أمرنا . فعدنا أدراجنا بدون شحنة السلاح.
وبعد أيام من تأجيل العملية واتصالات جارية مع السيد عبدالله حماد تم التنسيق لتحديد موعد الدخول لإنجاز العملية وبعد خمسة أيام تحصلنا على قارب مطاطي، من نادي البحري المطرد بدل القارب الخشبي كما اتضح لنا بأن شحنة الأسلحة والذخيرة كبيرة وهذه المرة الحمولة كانت على متن جرافة الحارس والكابتن عبدالله الهمالي والكاتب مصطفى الحارس الذي تعطلت جرافته في المرة الأولى وتم سحبها الى مصراته وقدوم جرافة الحارس إلى مصراته ونقل شحنة الأسلحة وانطلقت في الابحار صوب الزاوية وصلنا للجرافة بنجاح وتم تعبئة ثلاثة قوارب، كما ساهم خالد العربي ماقوره بقاربه من صرمان وسمير الحرابي وقاربه من صبراته.
ومن ظمن الأسلحة قواذف السيفايف صنع محلي وكمية من الصواريخ.
عدد 600 أف ان ـ 10رشاشات مخزن 40 طلقة ووعدد 10 اغراض عامة و15 صندوق رمانات يدوية سعة الصندوق 48 رمانة والغام للدروع.
كيفية وصول الشحنة إلى الشاطئ بالرغم من القبضة الحديدية التي تواجه المدينة وانتشار كتائب الطاغية.. كانت لدينا عيون ساهرة على الساحل من الثوارلمراقبة تحركات الكتائب وبعض الثوار تم تسليحهم بالاسلحة التي قام بجلبها الثائر ناجي التريكي والذي بدوره سيحدثك عن ذلك، وكان ذلك لحماية وتأمين وصل شحنة الأسلحة.. كما أبلغنا قبل ساعة من وصولنا إلى الشاطئ احد الأبطال الاشاوس التأثر خيرى القمودي بتأمين الشاطئ واعطيناه اشارة للقيام بعمليات نوعية مع مجموعة من الثوار ضد كتائب الطاغية والمتطوعي لتخفيف الضغط على المطرد من الدوريات وتحميلها في سيارات نقل وتخريبها ومن تم توزيعها على الثوار فنجحت العملية على أكمل وجه وصول شحنة الاسلحة حدد موعد انتفاضة الزاوية الثانية
● يوم 11 / 6 / 2012
الثائر سمير جبران من سكان مدينة الزاوية.. بحار
مهمتي أو دوري في العملية كبحار كنت قائد المجموعة البحرية وكان لدي جهاز جي بي إس، وحصولنا على قارب مطاطي في المرة الثانية بدل القارب الخشبي وقمت بتركيب الجهاز عليه وتخزين نقطة الانطلاق من الشاطي وأعطيته رقم وهذا الجهاز هو بمثابة دليل لنقطة العودة وعند دفعنا القارب إلى البحر حدث ثقب للفرش الخارجي السفلي للقارب ولا نملك سواه فغامرنا وانطلقنا لانجاز المهمة. وعلى بعد مسافة 15ك م كان السيد صلاح يقوم باتصالاته مع عبدالله حماد الموجود في تونس ومن تم بالجرافة.
خزنا الاحداثيات لمسافة 15 ك م وقمنا بالاتصال بالسيد مصطفى الفارسي الذي كان هذه المرة على متن جرافة الحارس الذي يقودها الكابتن عبدالله الهمالى.
الانتظار أكثر من أربع ساعات في عرض البحر وعند اقتراب جرافة الحارس منا اتصل بنا أحدهم من الجرافة للتأكد من هويتنا وهل نحن الذين تم التنسيق معهم لنقل شحنة الاسلحة .. وبعد التأكد اعطونا الإشارة بالاقتراب إلى الجرافة.
وكانت كل الاحتياطات واجبة لانجاح المهمة سواء من قبل أفراد طاقم الجرافة أو مجموعتنا.. وبعد التأكد مرة أخرى باننا من الثوار صعدنا إلى متن الجرافة.
وكان عناق أخوي لا مثيل له كما قدمت قاربين أحدهما من صبراتة والاخر من صرمان لاستلام معنا نقل الشحنة.
وتم نقل السلاح في ستة قوارب ثلاثة قوارب قامت بجلبها الجرافة من بنغازي واستغرقت العملية نقل السلاح والذخيرة إلى القوارب قرابة ثلاث ساعات، وبعد ذلك انطلقت الجرافة في الابتعاد عنا مسرعة وعدنا إلى الشاطىء وسرعتنا بطيئة جداً.. لأن الزورق الذي تم تركيب عليه جهاز تحديد نقطة لانطلاق قد أصيب بثقب.
● وتمت العملية بنجاح
والله أكبر ولله الحمد.
ناجي التريكي .. أحد ثوار الزاوية الذين لبوا النداء مع بداية انطلاق الثورة في المنطقة الشرقية.
حدثنا عن مشاركته في ثورة 71 فبراير المباركة وعملية الزاوية وهو عسكري سابق.
خرجنا في مسيرات سليمة زرعنا روح الحماس في الشباب وقوفنا مع أهلنا في الشرق.. نهتف بالروح بالدم نفديم يا بنغازي..خرجنا كباراً واصغراً شيباً وشباباً متجهين إلى منزل الطاغية في الزاوية جوبهنا من قبل الدعم المركز أول مرة بمسيل الدموع غيرنا اتجاهنا ووقفنا أمام مركز شرطة الزاوية ونهتف الشرطة والشعب يد واحدة.
لم نقوم بأي فعل مشين يسيء لسمعة الثورة ونحرق لم نحطم الممتلكات العامة.
● كنا نريد أن تكون ثورثنا سلمية.
في اليوم الثاني قضينا ليلة في جامع الميدان الذي نعتبره ميدان شهداء الزاوية.
وقد أتت مجموعة من الكتائب مدججة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وبدأت بالرمي العشوائي استشهد من استشهد وهرب من هرب وقبض على من قبض. وبدأت الملاحقات وتفتيش السوق واعتقال عديد من الشباب منهم من أصبح من المفقودين إلى الآن .
● بعد سقوط الميدان
حاول الثوار تجميع صفوفهم من جديد إلا أن ذلك كان صعباً عليهم نتيجة كثافة الكتائب الطاغية والحرس الشعبي والمتطوعين والطابور الخامس وبحكم انني رجل عسكري قد قدمت استقالتي سنة 2010 وبعد سقوط الزاوية قررت الالتحاق بالجيش عسى أن أفيد أخواني الثوار وهذا ما حدث فعلا.
وقد كلفت من ضمن لجنة إخلاء معسكر الهيرة من السلاح والذخيرة وقد قمت من حين لآخر وخاصة عندما يقوم الناتو بقصف المعسكر بأخذ بعض الأسلحة للثوار كلاشنكوف ومسدسات وذخيرة.
لم يستمر على التحاقي بالجيش أكثر من سبعة عشر يوماً إلا وقد قام أحد العسكريين بابلاغي بأنني أحد المطلوبين وانني أقدم احداثيات للناتو حيث كان لدي جهاز ثريا.
وفي بداية شهر 6 ابلغني السيد صالح حماد بأن هناك جرافة محملة بالعتاد والذخيرة قادمة باتجاه الزاوية، كما اتصل بنا عبدالله حماد من تونس للتنسيق معنا لاستلام هذه الشحنة، كما تم التنسيق فيما بيننا أناو ناجي التريكي وصلاح حماد وعصام الاسود وخالد الغايب وخالد التومي وجمال الغايب وطارق النايب.
● تمت العملية بنجاح بعد
مجهودات الابطال.
هذه الشحنة حددت موعد انتفاضة الزاوية الثانية وكبدنا العدو فيها خسائر فادحة بتاريخ 11 - 6 - 2011.. بعد هذه العملية وانتفاضة الزاوية الثانية التي شاركنا فيها بكل فخر واعتزاز.. اختفينا ثم انتقلنا إلى منطقة الجفارة قضينا فيها يومين وبعد ذلك اتجهنا إلى تونس، وزاد عدد ثوار الزاوية إلى قربة 600 ثائر انتفض الثوار وزادت القبضة الحديدية على مدينة الزاوية وقرب كتيبة 32 المعزز كانت قوة ضارية للزاوية وكانت احداث 11 / 6 / 2011 سببا في انتقال الشباب الثوار من مدن الزاوية وصبراتة وصرمان إلى الشريط الساحلى إلى جبل نفوسة ، وقد كلفت عند التحاقي بالثوار في الزنتان كمسؤول تسليح بحكم خبرتي في هذا المجال وقد عقدنا اجتماعات دورية بالزنتان والزاوية وصبراتة وصرمان العجيلات وورشفانة.
كنا نحاول أن ننزل نزلة مفاجئة للساحل ودخول طرابلس، ولكن الظروف والإمدادات كانت صعبة، فثوار الزاوية بعضهم ذهب إلى المنطقة الشرقية وتم دعمهم بالسلاح ولذخيرة فساهموا بجلب أثنتي عشر حاوية سلاح وذخيرة دخلت عن طرق ميناء جرجيس إلى وازن، وبهذه المناسبة أشكر أهالي تونس على مواقفهم البطولية المشرفة معنا.
● في بداية الخطة
مع بداية شهر رمضان 2011 سيطرنا على موقع المحمية وبئر الغنم وفي يوم واحد من قبل كل الثوار وهناك من الكتائب من سلم سلاحه بالقوة وكان ذلك بالاتفاق مع المجلس العسكري الزنتان والرجبان وجادو. . بأنه سيكون تأمين المحمية من قبل مجموعة ثوار صبراتة وصرمان والعجيلات ويكون تأمين بئر الغنم من قبل ثوار الزاوية بحكم عددهم الأكبر، كما حاولت كتائب الطاغية مباغثة الثوار في بئر الغنم ولكن عزيمة الثوار ويقظتهم دحرت الكتائب وكبدتهم خسائر فادحة.
وتم ملاحقتهم إلى قرية ناصر وتم الاستيلاء على سيارات دفع رباعي وذخائر،.
والاتصال بالسيد أسامة الجويلي بحكم انه رئيس المجلس العسكري فابلغنا بالرجوع.
إلى ما يسمى يخرف ...والنزول إلى الساحل لا يزال مبكراً، فكان النزول للساحل في بداية الأمر من جهة صرمان.
اصبحنا على الزاوية بمسافة 14 ك م.. وكل ما نقترب إلى الساحل يزداد عدد الثوار حيث وصل عددهم إلى 1000 ثائر من الزاوية.
في قرية ناصر قمنا بعمل سواتر ترابية حاولت كتائب الطاغية مباغثة الثوار مرة أخرى وتم دحرهم كما تم ملاحقتهم إلى قرب مصنع غيارات اللاطفال.
● 13 رمضان تم تحرير الزاوية..
في ثلاثة أيام تم تحرير الزاوية بالكامل..
جمعنا صفوفنا من جديد واتجهنا إلى تحرير طرابلس واجهتنا اشتباكات عند جسر 27 من قبل كتيبة 32 معزز انطلقنا بعد الانتصار عليهم إلى دخول مدينة طرابلس من جهة السياحية ثم قرقارش كما واجهتنا اشتباكات بالقرب من سوق الثلاثاء بطربلس إلى أن وصلنا إلى ميدان الشهداء فالتئم معنا ثوار سوق الجمعة وجنزور وفشلوم بتاريخ 20 رمضان ليلاً.. ومازالت منطقة باب العزيزية وأبوسليم غير محررة بالكامل آنذاك.


منقول من صحيفة فبراير الليبية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد