الخميس، 11 أكتوبر 2012

المستشار مصطفى عبدالجليل: ثورة الشعب الليبي ثورة مباركة ، والجغبوب واحة ربانية .. حاوره ” ونيس خليل “



المستشار والشيخ محمد نصيب الشاعري


في زيارة إجتماعية خاطفة خلت من كافة القيود والبرتوكولات الرسمية و أتسمت بطابعها البسيط قدم إلى مدينة طبرق في اليومين الماضيين السيد / المستشار مصطفى عبد الجليل .. رئيس المجلس الوطني الإنتقالي السابق وقد كان في إستقباله بعضاً من الأوساط الاجتماعية بالمدينة وعلى رأسهم الحاج / فرج محمد ياسين حيث أقيمت على شرف ضيف طبرق مأدبة عشاء بمنزل السيد / الشريف الأمين نصيب بحي الحدائق ، وانتهزت الصحيفة معها فرصة تواجد هذه الشخصية الوطنية التي قادت دفة الأمور في البلاد خلال أصعب مراحل تاريخ ليبيا الحديث وذلك عندما أجمع عليها الليبيين أثناء بداية إنتفاضتهم ضد طاغية العصر و لما عرف عنه من مواقف شجاعة وصفات نبيلة ، فسارعنا لنطرح عليه بعض التساؤلات الخاصة بتلك المرحلة التي قاد فيها زمام أمور المجلس الوطني الإنتقالي المؤقت وذلك عند عودته من زيارة مماثلة كان قد قام بها إلى واحة الجغبوب ، فكانت لنا معه هذه الحوارية الموثقة :


س 1 : في البداية نرحب بوجودك بيننا في مدينتنا طبرق و التي لقبها الثوار أثناء فترة تحرير البلاد ” بشريان الثورة ” ونأمل تفضلكم بإعطائنا بطاقة تعريفية موجزة عن بعض الجوانب الشخصية والمهنية لسيادتكم ؟


ج 1 : الأسم / مصطفى محمد عبد الجليل فضيل ، مواليد / الجبل الأخضر 1952 م ، خريج كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية قسم الشريعة والقانون بتقدير ممتاز عام 1975 م ، عُينت وكيلاً للنيابة ثم ترقيت قاضياً منذ عام 1978م وتدرجت في السلك القضائي حتى ترقيت مستشاراً عام 1996 م ثم عُينت بعد ذلك وزيراً للعدل عام 2007م وبقيت في هذا المنصب حتى قيام ثورة 17 فبراير المباركة .



س 2 : نترك لك هنا المجال فيما تود أن تطرحه من كلمات موجهة إلى أهالي طبرق ؟


ج 2 : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وقائدنا الأوحد محمد خير خلق الله كلهم أجمعين ، أحيي في البداية سكان مدينة طبرق ونواحيها على هذا الجهد الكبير في سبيل نصرة الثورة ، ولن ينسى الليبيين ذلك الموقف التاريخي عندما قام الشباب بمدينة طبرق بهدم ذلك النصب التذكاري للكتاب الأخضر ، وفيما يتعلق بهذه الثورة هي ثورة مباركة رعاها الله سبحانه وتعالى ولم يتبناها أحد ولم يمن عليها أحد ناصرها الأشقاء وأيدها الأصدقاء وشباب ليبيا في الواقع هم من جسد نصرتها على الأرض ، والحقيقة أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا وكندا إضافة إلى الدول العربية كان لها دور داعم سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً .



س 3 : أسمح لنا .. لو رجعنا بك قليلاً إلى الماضي القريب وتذكرنا كلمتك المشهورة عند الليبيين والمعارضة لما طرح بمؤتمر الشعب العام حول بعض القضايا الجنائية التي أراد الطاغية تجاوزها ؟ وماذا كانت ردة فعل قيادة النظام البائد من معارضتك ؟ وهل تعرضت لمضايقات شخصية بعد هذا الموقف المشرف ؟


ج 3 : في الواقع أود أن أشير هنا بأنني منذ عملت في السلك القضائي عام 1978 م ولدي الكثير من الأحكام القضائية المعروفة لدى القريبين في عملهم من الأجهزة القضائية وأطلع علي حيثياتها الكثير من الناس الذين إستطاعوا أن يعرفوا من خلالها مدى موقف مصطفى عبدالجليل من النظام الانقلابي السابق حيث كانت تلك الأحكام القضائية تنطق بمعارضة صريحة وعلنية ، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى لم أتعرض لأي مضايقات سواء عندما كنت قاضياً أو عندما كنت وزيراً للعدل أو قبل تلك الكلمة المسجلة بمؤتمر الشعب العام أو بعدها


س 4 : هل يمكن أن تحدد لنا أبرز النقاط والإيجابيات التي نجح المجلس الوطني الإنتقالي السابق في تجسيدها ؟ وكذلك أبرز القضايا التي وجد صعوبة في حلحلتها ؟


ج 4 : في الحقيقة مدى تقييم عملية النجاح لدور المجلس الوطني الانتقالي نتركها هنا لليبيين جميعاً فهم الذين يقدرون مدى نجاح المجلس الوطني الانتقالي سياسياً وعسكرياً وأقتصادياً ، والجميع يعلمون إننا في تلك الفترة كنا نحن في المجلس الانتقالي في وضع حرج ولم نكن في مستوى العدو سياسياً أو عسكرياً أو غيرها ولكن بفضل الله تعالى إستطعنا أن ننتصر ، ولا أريد أن أعدد المزايا أو المكاسب التي أنجزها المجلس الوطني الانتقالي ولكن أقول أن من الملفات التي عجزنا عن حلحلتها هو ملف ” الآمن ” نظراً لتشبث الثوار وخاصة قادتهم وتمترسهم وراء أسلحتهم وعدم مصداقيتهم أيضا في نقطة إعطاء مكافآت للثوار وأيضاً عدم إنتهاج بعض الجرحى للسلوك القويم أثناء تلقيهم العلاج بالخارج .


س 5 : حتى الآن .. كيف ترى مسار المهمة الوطنية العسيرة الملقاة على عاتق أعضاء المؤتمر الوطني العام ؟


ج 5 : إنني أرى المؤتمر الوطني العام جاء نتاج خيارات الشعب الليبي حيث إنني اعرف فيه أكثر مائة وثلاثين شخصية من الشخصيات المؤثرة والنضالية داخل ليبيا وخارجها وأعرف منهم خطباء المساجد والقادة الميدانيين والرياضيين ، ومن ثم فإننا على ثقة بأن هذا المؤتمر سينقل ليبيا من مرحلة إلى مرحلة ، وبأننا على ثقة تامة بأن حكومة الدكتور / مصطفى أبوشاقور التي آمل أن تتميز بتركيبتها الجديدة المكونة من كل الأطياف أن تحظى أيضاً بدعم مؤسسات المجتمع المدني لأمر وحيد ومهم وضروري وملّح وهو نزع السلاح وإقرار الأمن في البلاد



س 6 : ماهي إنطباعاتك الشخصية حول الزيارة الخاصة التي قمتم بها اليوم إلى واحة الجغبوب ؟


ج 6 : إنني سعيد جداً بأن أكون ضيفاً على مدينة طبرق ،واليوم كذلك كنا في ضيافة أخواننا وأشقائنا و أهلنا في الجغبوب تلك الواحة الربانية التي تركت عليها الحركة السنوسية بصماتها الواضحة والتي مازالت موجودة على أجواءها ومعالمها حتى الآن رغم الظروف التي حدثت ، وأنا انتظر أن يكون مستقبل هذه الواحة مميز مميز مميز كما لم يكن في السابق .



س 7 : بإعتبارك كنت رياضياً سابقاً هل لديك ما تضيفه في هذا الجانب للمؤسسات الرياضية ومنها نادي الصقور العريق ؟


ج 7 : أشكر الجماهير الرياضية بكافة أنديتها بمنطقة طبرق والشكر كذلك لكافة الشرائح الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني ، ويمكنني القول أن جميع الرياضيين حتى في العاصمة طرابلس كان لهم دور مميز كافة الرياضيين القدامى والرياضيين المشهورين كانوا في صف واحد مع هذه الثورة ومنهم طبعاً رياضيو الأندية بمدينة طبرق وأذكر منهم السيد / حميد يونس الرياضي المميز في مدينة طبرق كان معنا منذ الأيام الأولى للثورة وسافر معنا وصاحبنا إلى مدينة بنغازي لإنشاء المجلس الوطني الانتقالي ، وأعلم جيداً أن لاعبي الأندية في ليبيا كان لهم دوراً بارزاً في هذه الثورة وكثيرون منهم شاركوا في جبهات القتال وشاركوا في إمدادها بالعتاد والمؤن والمساعدات الإنسانية ، وأشكر الجميع واشكر الشعب الليبي على وقفته التاريخية المنتصرة .



س 8 :كلمة ختامية تود إرسالها عبر الصحيفة لسكان طبرق و لليبيين عامة ؟


ج 8 : أود أولاً في هذا المقام تذكير المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة برسالة مهمة جداً فحواها إنهما لا يستطيعان أن يعملا شيئاً في حلحلة الملفات المهمة ومن ضمنها الملف الأمني ما لم تكن هناك مؤازرة قوية وحقيقية من مؤسسات المجتمع المدني بما فيها القبائل الليبية ، وقد شاهدت منذ يومين بيان لقبائل المنطقة الشرقية يتبرءون من أبناءهم الذين لا ينصعون للانضمام للأمن الوطني والجيش الوطني وهذه في الحقيقة بادرة ممتازة وأتمنى أن تطبق على أرض الواقع وان تصبح فعل لا مجرد قول .


_____________________________________________


صحيفة المختار عدد اليوم الاثنين 2 اكتوبر 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم على منشوراتنا و تذكروا قول الله تعالى و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد